بعد صلاة الجمعة اليوم ذهبت إلى جنازة لوالد احد معارفنا و أنا أحب أن اذهب إلى الجنازات فهي تذكير لما سيؤل إليه حالنا إلى التراب بلا ثياب و لا مال و لا حسب تكون أنت وحدك أمام خالقك مسؤل عما أقترفته بإرادتك و بسبق إصرار منك لكن مع كل هذه الحقائق ومع تذكير الواعض بها تجد الناس يتحلقون حول القبر كثير بهم لا يأبه ولا يعطني نفسه تلك الفرصة لمحاسبتا فتراه يتحدث مع هذا ويضحك مع ذاك ويشيعل سيجارته وكأنه في نزهة و كأنه لم يأت إلا ليثبت وجوده حنى لا يتكلم علية الناس.
و يظهر ذلك اكثر في الجنازات التي يحضرها الوزراء و النواب فتجدهم يقفون تحت "الفي" الظل يخشون أن تتسخ ملابسهم الثمينة و تلتف حولهم مجموعة المنافقين الفريحين بقدومهم فيخيل لي أن كثيرا من الناس يخشونهم أكثر من خشيتهم الله.
وتزيد البلوى عندما تذهب إلى دار العزاء فتجدها تحولت إل أشبه بقهوة ينقصها الحكواتي فلا تحس بطعم الموت و لا تشم رائحته.
يا أبن ادم خلقت من تراب و تعود الى التراب فإلى متى النسيان.
ملاحظة : هذه المقالة موجه لي قبل كل الناس