السبت، 4 أكتوبر 2008

جدتي

تراها مستلقية في ساحة المنزل الداخلية و أنا مستلقي واضعا راسي على بطنها نراقب السماء في إحدى الأيام الصيفية فأتكلم معها و أسئلها جدتي ما لون السماء؟ فتقول جدتي؟ زرقاء؟ ثم اسئلها اسئلة كثيرة فتحار هي فلاتجد لها جوابا فتجعلني أعد الأرقام حتى أمل .

أمرأة قوية يملؤها الحب والحنان هكذا دائما اتذكر جدتي و لما كنت الحفيد الأول من جهة أبنائها كانت تفضلني كثيرا فأراها تخبئ لي الأشياء و الأطعمة اللذيذة أو تأخذني لتشتري لي ملابس جديدة من السوق و لا يهم الثمن ما دامت لعمر :) و هي أمي الثانية -فأمي كانت مدرسة بضم الميم- فكنت أقضي الوقت مع جدتي حتى وصلت سن المدرسة فكنت دائما اتحصن بها من غضب أمي و أبي, فلن يجرؤ مخلوق أن يلمسني إن كنت بجانبها.

بقيت تكافح بعد موت جدي لتزوج جميع أبنائها و تحاول دوما أن تبقيهم حولها, فلا تعرف هي طعم الراحة إن كان أحدهم مهموم من دين أو كان أحدهم مريضا أو كان أحدهم مسافرا فتراها تفكر فيهم وفي همومهم و هموم أطفالهم.

عندما أنظر إليها اليوم لا أجد إلا هذا الحب و لا أجد إلا هذه المشاعر فأتألم لمرضها و لوهنها فشكرا لك يا جدتي على ما قدمتية لنا شكرا على حنانك شكرا على حبك شكرا لك

blog comments powered by Disqus