بينما كنت اتصفح المواضيع في قارئ ال RSS اليوم توقفت عند تدوينة للأخ هشام العدوي بعنوان حسبة صادمة و التي يتكلم فيها عن ثقاف الخمول السائدة بين العرب و عدم حب العمل لكنني أحببت أن قدم تشخيصا للحالة التي ذكرها في شركات البرمجة مع تحليل أعتقد انه قد ينجح في فهم هذه المعظلة.
- الدافع و الطموح : و ربما يكون هذا السبب الأكبر لحب العمل والإنتاجية في الوقت الذي نواجه فية بالمنطقة مشاكل من حيث البطالة و توفر فرص العمل نجد أن الإنسان يدفع دفعا إلى إختيار تخصص قد لا توجد له رغبة فية بسبب الضروف الإقتصادية و الإجتماعية و التنافس مع المجموع العام و بين هذه العوامل ستاتي الرغبة اخيرا بالتأكيد.
و الحل لهذه المعظلة يتكون من جزأين, الأول توفير برامج تضمن للطلاب والمتعلمين أخيار التخصص الذي تتوفر رغبة لهم به و قدرة عل إتقانة منذ مراحل الدراسة الإبتدائية . و الثاني توفير برامج دعم مالية لإكمال الدراسة لكي لا يقع الطالب رهينة للضروف آنفة الذكر و تكون له الحرية في أختيار الطريق الذي يريد.
لذا عند التوظيف قد تكون المهمة الأولى للمقابل إكتشاف و جود تلك الرغبة و الطموح المتوفر عند المتقدم
- عدم اللجوء للإدارة الدقيقة للمبرمج ( Micro Managment ) : فالمراقبة عن كثب والتضييق على المبرمج ستفقده ثقته في نفسه و في مرأوسه و التي قد نحتاج للمراقبة عن كثب كعلاج لتضييع الوقت من قبل البعض و لكنها تبقى في إطار العلاج لفترة معينة , و قد صدمت عندما قرأت احد التعلقيات من احد الزوار على تدوينة الأخ هشام والتي تقول
للعلم مجال تقنية المعلومات يعتبر اكبر قطاع الناس تعمل فيه فعلا حيث يتطلب العمل تركيزا وابداعا وصفاء ذهن اما مجالات العمل الاخرى فقط لا تجد نسبة تذكر للعمل الفعلي .. وخاصة الحكومي .
عموما في الشعوب العربية عموما ومصر خاصة الناس لا ينتجون غلا ببعض الضغط والمراقبة ، عفوا هكذا طبيعتنا لذا تأكد ان فريق العمل لن يغضب كثيرا ان وضعت حلولا وسطا مثل:
1- جهاز خاص بالنت اللي محتاجه يجلس عليه وليس بكل الاجهزة نت ..
2- لا مانع من وجود كاميرة مراقبة على الجميع ، مع توجه شاشات العمل نحو الخارج (ليس لديهم ما يخفونه)
3- وجود كرت حضور وانصراف
4- والاهم جدا :
وجود آلية عمل جيده ونظام مراقبة المهام والذي يوضح ويراقب الإنتاجية الحقيقية
فصاحب هذا التعليق يناقض نفسه فكيف سيكون عند المبرمج صفاء ذهن أذا أحس أنه مراقب و أحس أنه ليس موضع ثقة في نظام مراقبة كالذي يقترحة والذي يشبة نظام مراقبة المساجين والعبيد ؟؟!!
فالحل أن تطلق الثقة في المبرمج حتى يثبت غير ذلك و عندها يتدخل مديرة المباشر بعلاج هذه المشكلة حتى يظهر عكس ذلك او أن يثبت أن المبرمج لا يصلح للعمل.
- قيم الإحترام و الثقة و الصدق: ربما هذه القيم مرتبطة ايضا بالنقطة السابقة لكن وضعتها لوحدها للتأكيد عليها وهذه القيم الثلاثة هي قيم متبادلة بين صاحب العمل و العامل متى فقدت عند أحد من الطرفين إختل ميزان العلاقة بينهما و كلما بقيت متينة توثق و قوي ولاء الموظف للمؤسسة التي يعمل بها.
- المكافئة : كنا في إحدى المرات نعمل في مشروع لدى إحدى شركات الإتصالات و كانت كلفة المشروع تدفع للشركة بقيمة الوقت الذي يقضية كل العاملين على المشروع أي المشروع لن يخسر (الصيغة الأخرى تكون بدفع مبلغ معين على وقت محدد و على الشركة أن تنهي إلتزامها في هذا الوقت وهي تتحمل أي تأخير بالكامل ) و قد حصل أن طلب الزبون منا أن نضاعف أنتاجيتنا بزيادة وقت العمل كل يوم ساعتين في العمل و عمل يوم إضافي في الإجازة الأسبوعية فما كان منا إلا أن طلبنا أجرا إضافيا عن يوم الإجازة بما يفرضه قانون العمل و العمال “أدام الله ضله علينا” و هو أجر يوم و نصف عن عمل يوم الإجازة فما كان من الشركة إلا أن مانعت على الرغم انها كانت تتقاضى ما يتجاوز ال250 دولار عن المبرمج المتقدم في الخبرة و ما يتجاوز ال 150 دولار على المبرمج بسيط الخبرة يوميا و ما كنا نطلبه مبلغ لا يتجاوز ال25 دولار أسبوعيا فما كان منا إلا أننا فقدنا دافعيتنا و حبنا للعمل .
أذكر هذه القصة الحقيقية والتي حدثت معي شخصيا لأنوه على اننا كبشر ننتظر التقدير المعنوي قبل المادي مقابل العمل الجاد , لا أن يتم وعد الفريق بمكافائات مالية إن هم جدوا و أجتهدوا ثم عند نهاية المشروع يقال لهم أن المشروع خسر لأنه لم يربح كما يجب!.
كانت هذه النقاط تحليلي لما أراه من الخمول و عدم حب العمل الذي نشكوا منه نحن العرب و لا اعتبر نظرتي هذه كاملة لأني اتكلم من وجهة نظر الموظف و لم أوضع بعد في موقع صاحب العمل لأرى النصف الثاني من الحقيقة, ارجوا أن أكون قد قدمت تحليلا وافيا جيدا و أتقبل بكل صدر رحب التعليقات و النقاش حول هذا الموضوع.